سياسة
Le7tv.ma Send an email 21/02/2025
ناصر بوريطة يوجه رسائل قوية ل”العالم الآخر” في خطابه أمام رؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية في دورته الثانية

في خطاب متميز خلال الدورة الثانية للمنتدى البرلماني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية، الذي انعقد بالرباط، وجه السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، رسائل واضحة إلى “العالم الآخر”، مؤكدا على رؤية المغرب الثابتة تجاه القارة الإفريقية، والتي تتجاوز الحلول السهلة نحو استراتيجيات تنموية مستدامة.
وأكد السيد بوريطة أن السياسة الإفريقية للمغرب تقوم على “التفاؤل الإفريقي”، رافضا الانتهازية والقيادات الزائفة التي تحاول تقليل قيمة الدول الإفريقية وتحويلها إلى كيانات تابعة. في هذا السياق، شدد على أن التزام المغرب تجاه القارة هو التزام بالعمل الملموس وليس مجرد شعارات جوفاء. فبالنسبة للمغرب، فإن تحقيق الاندماج الإفريقي لا يكون بالكلام، بل من خلال مشاريع حقيقية تترجم إلى نتائج ملموسة تعود بالنفع على الشعوب الإفريقية.
أشار وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى أن رؤية المغرب تتجلى في ترجيح الحلول المستدامة، حتى وإن كانت صعبة وطويلة الأمد، على عكس العديد من الجهات التي تبحث عن حلول سهلة وسريعة دون النظر إلى تداعياتها المستقبلية. ويرى المغرب فرصا واعدة في القارة الإفريقية، في وقت ينظر إليها البعض على أنها مصدر للمشاكل فقط. هذا الإيمان بإمكانات القارة يعكس رؤية استراتيجية تسعى إلى تحقيق تنمية مستدامة تجعل من إفريقيا فاعلا رئيسيا في الساحة الدولية.
وفي خطابه، وجه السيد بوريطة انتقادا واضحا للنهج الذي يسعى إلى فرض التبعية على الدول الإفريقية، مشددا على ضرورة تمكين القارة من تقرير مصيرها بنفسها بعيدا عن أي تدخلات خارجية أو أجندات تخدم مصالح ضيقة. هذا الموقف يبرز حرص المغرب على تعزيز مكانة إفريقيا في النظام الدولي، عبر دعم سيادتها وقدرتها على اتخاذ قراراتها بصفة مستقلة.
يؤكد خطاب ناصر بوريطة على أن المغرب ليس مجرد مراقب للوضع في إفريقيا، بل هو فاعل رئيسي يعمل على تحقيق التنمية والاندماج داخل القارة. في وقت يختار فيه البعض الطريق السهل، يصر المغرب على السير في طريق التنمية المستدامة، إيمانا منه بأن إفريقيا قادرة على تحقيق نهضتها بجهود أبنائها وشركائها الحقيقيين. ومن خلال هذه الرؤية، يواصل المغرب تأكيد مكانته كشريك موثوق يسعى إلى بناء قارة إفريقية قوية ومستقلة.
فاطمة الزهراء الجلاد.