ثورة الذكاء الاصطناعي في توثيق الجلسات البرلمانية بالمغرب

في ظل الحديث العالمي عن استبدال البشر بالآلات، تجري أحداث هادئة في عمارة قريبة من شارع محمد الخامس بالرباط. ثلاث سيدات يركزن بعمق أمام حواسيبهن، يسجلن بدقة ما يستمعن إليه. هذه البيئة الهادئة تختلف تماما عن جلسة الأسئلة الشفهية الأسبوعية في مجلس النواب.

كان الحصول على محاضر الجلسات يتطلب وقتا طويلا في الماضي، لكن بفضل الذكاء الاصطناعي، أصبحت المحاضر متاحة في غضون 48 ساعة.

تحول تقني جذري في توثيق الجلسات

منذ عقد من الزمن، كانت العملية بطيئة ومعقدة. اليوم، بفضل الذكاء الاصطناعي، أصبح البرلمان المغربي يوظف تقنيات حديثة لتوثيق الجلسات بدقة وسرعة. الموظفون فرحون بهذه التقنية التي حررتهم من ساعات طويلة من العمل المرهق.

رحلة التغيير

 كانت الجلسات تسجل يدويا وتفرغ ببطء، مما يستغرق شهورا لنشر المحاضر. اليوم، يتم ذلك خلال أسبوعين فقط بفضل التقنيات الحديثة.

عندما تولى راشيد الطالبي العلمي رئاسة مجلس النواب، كانت هناك حاجة ملحة لتطوير عملية توثيق الجلسات. بدأ التفكير في حلول مبتكرة، وكان الذكاء الاصطناعي هو الحل الأمثل لمواجهة التحديات التي كانت تعيق تطور المؤسسة.

تقنيات مبتكرة لتحسين الأداء

الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لم يكن سهلا في البداية، لكنه أصبح حلا فعالا. التجربة التي بدأت منذ عقد من الزمن أثمرت نتائج مذهلة، جعلت من البرلمان المغربي نموذجا للتطور التقني.

لم تكن عملية التحول سهلة، فقد كانت تحتاج إلى جهد كبير ومراجعة دقيقة. الذكاء الاصطناعي كان الحل الأمثل لتجاوز التأخير في توثيق الجلسات، مما جعل العملية أكثر كفاءة ودقة.

دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الجودة

اليوم، يعمل الذكاء الاصطناعي على تسريع وتيرة العمل وتحسين جودة المخرجات. إذ أصبحت الموظفات الثلاث يراجعن الجلسات بدقة، مما يضمن نشر المحاضر بسرعة وبدقة عالية.

بعد النجاح الكبير الذي حققه البرلمان المغربي في توظيف الذكاء الاصطناعي، يسعى المجلس لتوظيف هذه التقنية في مجالات أخرى مثل الترجمة والتشريع، مما سيعزز من كفاءة العمل البرلماني ويجعله أكثر تطورا.

استراتيجية مستقبلية للبرلمان

البرلمان المغربي ليس فقط في مرحلة تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، بل يعمل على استراتيجية متكاملة لتوظيف هذه التقنية في مختلف جوانب العمل البرلماني، مما يجعله في مقدمة المؤسسات التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة لتحسين الأداء والخدمات.

فاطمة الزهراء الجلاد.