سياسة
هل ستنجح الجزائر في تعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية بعد فشلها في السابق ؟
Le7tv.ma Send an email منذ 16 ساعة
استهلت الجزائر، اعتبارا من يوم الأربعاء الماضي، رئاستها لمجلس الأمن الدولي لشهر يناير، واضعة القضية الفلسطينية في مقدمة أولوياتها خلال فترة ولايتها. وفي خطوة طموحة، أعلنت الجزائر عزمها إعادة تسليط الضوء على ملف الاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، وهي مبادرة تسعى من خلالها إلى تعزيز دعم المجتمع الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني.
جهود دبلوماسية متجددة
تخطط الجزائر لإعادة تقديم مشروع قرار بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، على الرغم من فشل المحاولة السابقة في 18 أبريل 2024، عندما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” ضد المشروع. ورغم التصويت الإيجابي لـ12 دولة وامتناع المملكة المتحدة وسويسرا، فإن المشروع لم يمر. هذه المحاولة الجديدة تأتي في إطار استمرار الجهود الجزائرية لتأمين اعتراف دولي أوسع بفلسطين، رغم العقبات السياسية التي يفرضها واقع التوازنات الدولية.
وفي هذا السياق، أعلنت الجزائر عن اجتماع وزاري مرتقب داخل مجلس الأمن لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية والوضع في الشرق الأوسط. يهدف هذا الاجتماع إلى تعزيز الدعم السياسي والدبلوماسي للقضية الفلسطينية، وذلك في سياق مساعي الجزائر لتعزيز دورها الإقليمي والدولي في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية.
التحركات الجزائرية: طموحات وتحديات
تشير توقعات المراقبين إلى أن الجزائر ستشهد خلال فترة رئاستها تحركات دبلوماسية مكثفة، سواء عبر المداولات داخل مجلس الأمن أو من خلال اللقاءات الثنائية مع الدول الأعضاء. ومع ذلك، تبقى هناك تساؤلات حول مدى قدرة الجزائر على تجاوز العقبات التي تعترض طريقها، خاصة فيما يتعلق بالمواقف المعارضة لبعض الدول الكبرى.
وفي تصريح خاص، أكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف أن بلاده تسعى إلى تحقيق تقدم ملموس في ملف القضية الفلسطينية، مشددا على أهمية استثمار الرئاسة الحالية لتعزيز الاعتراف الدولي بدولة فلسطين. وأضاف عطاف أن القضية الفلسطينية تمثل أولوية استراتيجية للجزائر، في ظل التحديات المستمرة التي تواجه الشعب الفلسطيني.
إطار أوسع للسياسة الخارجية الجزائرية
تأتي هذه الخطوات ضمن توجه أوسع للدبلوماسية الجزائرية، التي تسعى إلى تعزيز مكانتها كداعم للقضايا العربية والإسلامية في المحافل الدولية. ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة بسبب الإشكالات البنيوية التي تعاني منها الدبلوماسية الجزائرية، والتوازنات السياسية الدقيقة داخل مجلس الأمن.
يبقى نجاح الجزائر في تحقيق تقدم ملموس في ملف القضية الفلسطينية رهنا بقدرتها على بناء توافق دولي يدعم مبادراتها. وبينما تسعى إلى إعادة القضية الفلسطينية إلى طاولة النقاش الدولي، تواجه الجزائر تحديات كبيرة في مواجهة المصالح المتعارضة لبعض الدول الأعضاء في المجلس.
فاطمة الزهراء الجلاد.