دولي

مشهد جديد يتشكل في السياسة الكندية بعد استقالة جاستن ترودو من منصبه كرئيس للوزراء وزعيم الحزب الليبرالي 

إثر ضغوط داخلية متزايدة وتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي، أعلن ترودو، الذي قاد البلاد منذ عام 2015، قراره خلال مؤتمر صحفي عقده في أوتاوا يوم الاثنين، قائلا: “سأستقيل من منصبي كرئيس للحزب والحكومة بمجرد اختيار الحزب زعيما جديدا”. وأوضح أنه عقد اجتماعا مع الحاكمة العامة، ماري سايمون، التي وافقت على تمديد الدورة البرلمانية حتى 24 مارس المقبل.
أزمة داخلية وتفكك الدعم
جاءت استقالة ترودو بعد يومين من انعقاد التجمع الحزبي الليبرالي، حيث تصاعدت الأصوات المطالبة برحيله، خصوصا من داخل حزبه. ومع اقتراب موعد الانتخابات الفدرالية المقبلة، وجد ترودو نفسه في مواجهة انتقادات متزايدة من نواب ليبراليين.
وأوضح ترودو موقفه قائلا: “إذا كان علي التركيز على المعارك الداخلية، فلن أكون الخيار الأفضل في الانتخابات المقبلة”.
الأزمة تفاقمت في دجنبر الماضي مع استقالة نائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية، كريستيا فريلاند، إثر خلاف مع ترودو، ما أدخل البلاد في حالة من الاضطراب السياسي. ورغم إجراء تعديل وزاري واسع، لم يتمكن ترودو من تهدئة الغضب داخل حزبه، خاصة مع دعوات التجمع الليبرالي للمقاطعات الأطلسية لرحيله.
خسارة الدعم البرلماني
أثرت استقالة ترودو على حكومة الأقلية الليبرالية التي كانت تعتمد على دعم الحزب الديمقراطي الجديد للاستمرار. زعيم الحزب الديمقراطي الجديد، جاغميت سينغ، أعلن بوضوح فقدان الثقة بترودو قائلا: “لقد خذل الناس ولم يعد يستحق فرصة أخرى”.
تصاعدت الأزمة مع تهديد الحزب الديمقراطي الجديد بتقديم مقترح لحجب الثقة، مما جعل بقاء حكومة ترودو أمرا شبه مستحيل.
تراجع شعبيته وصعود المحافظين
تراجع شعبية ترودو خلال الأشهر الأخيرة وضعه في موقف صعب، في ظل تنامي التأييد لزعيم حزب المحافظين بيير بوالييفر. أظهرت استطلاعات الرأي تفوق حزب المحافظين بفارق كبير في نوايا التصويت، مما يعزز احتمال إجراء انتخابات مبكرة إذا دعم الحزب الديمقراطي الجديد جهود المعارضة للإطاحة بالحكومة.
سباق لخلافة ترودو
مع إعلان ترودو استقالته، بدأ السباق داخل الحزب الليبرالي لاختيار زعيم جديد يقود الحزب في الانتخابات المقبلة. وأعلن رئيس الحزب، ساتشيت ميهرا، عن عقد اجتماع للمجلس الوطني لبدء العملية الديمقراطية.
وتشير وسائل الإعلام الكندية إلى بروز أسماء مرشحين بارزين لخلافة ترودو، مثل كريستيا فريلاند، مارك كارني، وكريستي كلارك. كما يتوقع أن تكون أنيتا أناند، ميلاني جولي، وفرانسوا فيليب شامباني من بين الأسماء المطروحة.
تحديات المرحلة المقبلة
سيواجه الزعيم الجديد للحزب الليبرالي تحديات كبيرة، من بينها إعادة بناء شعبية الحزب وقيادته في انتخابات مرتقبة وسط استياء شعبي واسع. كما سيكون عليه التعامل مع التحديات الاقتصادية، مثل تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على المنتجات الكندية.
إن استقالة ترودو لا تمثل فقط نهاية لحقبة سياسية بل بداية لفصل جديد في تاريخ الحزب الليبرالي وكندا، حيث يواجه الليبراليون تحديا غير مسبوق لإعادة بناء الثقة واستعادة مكانتهم في المشهد السياسي.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close