سياسة
Le7tv.ma Send an email منذ 4 أسابيع
الطالبي العلمي: التحديات والرهانات التي تواجهها القارة الإفريقية تقتضي تفيعل الإرادة السياسية المشتركة لبلدانها

تواجه القارة الإفريقية تحديات متزايدة تتطلب تفعيل إرادة سياسية مشتركة بين دولها، وفق ما أكده رئيس مجلس النواب المغربي، راشيد الطالبي العلمي، خلال افتتاح المنتدى الثاني لرؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية في الرباط. فقد شدد على ضرورة تحويل الطموح إلى سياسات ومشاريع ملموسة تساهم في تحقيق التقدم والرخاء لشعوب القارة.
تحديات معقدة ومسؤولية جماعية
في ظل حالة اللايقين التي يشهدها النظام الدولي، وازدهار النزعات القومية والمحاور الجيوسياسية، تجد الدول الإفريقية نفسها أمام مسؤولية تاريخية لتقرير مصيرها وتحقيق تطلعات شعوبها. فقد أشار الطالبي العلمي إلى أن التطرف والإرهاب غالبا ما يزدهران في بيئات الفقر وعدم الاستقرار، مما يشكل تهديدا حقيقيا لتماسك الدول الإفريقية. كما أن النزعات الانفصالية تزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني، مما يستدعي تعزيز الدولة الوطنية الإفريقية باعتبارها ضرورة تاريخية لضمان الاستقرار والنمو.
الاقتصاد الإفريقي: بين التقدم والتحديات
رغم الظروف الدولية غير المواتية، من المتوقع أن تحقق إفريقيا معدل نمو يصل إلى 4.3% عام 2025 مقارنة بـ3.7% في 2024، وفقا للمؤشرات الاقتصادية. كما أن 24 دولة إفريقية ستحقق معدلات نمو تتجاوز 5%. ومع ذلك، حذر الطالبي العلمي من أن هذا التقدم لا ينبغي أن يحجب التحديات الاجتماعية والبيئية التي تعيق الإقلاع الاقتصادي المأمول، خاصة في ظل تفاقم أزمات الفقر، والهجرة، والتبعية الغذائية.
النزاعات والانفصال: خطر يهدد الاستقرار
على الرغم من تجاوز القارة لبعض تداعيات الحرب الباردة وتحقيقها تقدما في بناء مؤسسات سياسية واقتصادية، لا تزال النزاعات الداخلية تمثل تهديدا لاستقرار بعض الدول. كما أن النزعات الانفصالية غالبا ما تتقاطع مع ظاهرة الإرهاب والتطرف، مما يؤدي إلى تفكيك الدول وتهديد أمنها الوطني. ووفقا للطالبي العلمي، فإن الإرهاب والانفصال لا يكتفيان بإيذاء المجتمعات، بل يسعيان إلى نشر الفوضى والسيطرة على الموارد الطبيعية.
مواجهة التحديات وتعزيز الشراكات
لمواجهة هذه التحديات، دعا الطالبي العلمي إلى تعزيز الشراكات جنوب-جنوب، بما يحقق المصالح المشتركة للدول الإفريقية. كما شدد على أهمية التعاون الاقتصادي من خلال التكتلات الإقليمية، مثل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، والدور المتزايد للاتحاد الإفريقي في توحيد الجهود القارية.
مبادرات استراتيجية لمستقبل إفريقيا
في سياق تعزيز التكامل الاقتصادي، أشار الطالبي العلمي إلى مبادرات استراتيجية أطلقها المغرب بقيادة الملك محمد السادس، مثل مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب الذي يعبر 13 دولة إفريقية، ومسلسل الدول الإفريقية الأطلسية، ومبادرة تمكين بلدان الساحل الإفريقي من الوصول إلى المحيط الأطلسي. وتعتبر هذه المشاريع خطوات محورية لتعزيز التعاون الإفريقي وتحقيق التنمية المستدامة.
إن التحديات التي تواجه إفريقيا تتطلب إرادة سياسية موحدة، ورؤية استراتيجية تضمن تحقيق التنمية والاستقرار. ورغم الصعوبات، فإن القارة تملك مؤهلات كبيرة تؤهلها لتحقيق نهضتها إذا ما تم توحيد الجهود وتجاوز العراقيل التي تعيق تقدمها. فالمستقبل الإفريقي يعتمد على التعاون والتضامن بين الدول، واستثمار الفرص المتاحة لتعزيز مكانة القارة على الساحة الدولية.
فاطمة الزهراء الجلاد.