سياسة
150 مليون أورو من الوكالة الفرنسية للتنمية لدعم المشاريع في الأقاليم الجنوبية

في خطوة تؤكد عمق الشراكة المغربية-الفرنسية، أعلنت مجموعة الوكالة الفرنسية للتنمية عزمها استثمار نحو 150 مليون أورو لدعم مشاريع تنموية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، وذلك في إطار زيارة عمل رسمية يقوم بها المدير العام للمجموعة، ريمي ريو، إلى مدينة العيون.
وجاء هذا الإعلان خلال سلسلة من اللقاءات الرسمية التي عقدها ريو مع والي جهة العيون-الساقية الحمراء، عبد السلام بكرات، ورئيس مجلس الجهة سيدي حمدي ولد الرشيد، بالإضافة إلى رئيس المجلس الجماعي للمدينة مولاي حمدي ولد الرشيد. وأوضح المدير العام أن الوكالة ستشرع قريبًا في تمويل مشاريع تنموية في المنطقة، مؤكداً على أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المجموعة في تقديم تمويلات وخبرات تكميلية لدعم جهود التنمية الجهوية.
وأعرب ريو عن إعجابه الكبير بالبنيات التحتية المنجزة في الجهة، مشيدًا بدينامية النمو التي تشهدها المنطقة، لا سيما في مجالات الصناعة، والمقاولة، وتوفير فرص الشغل. كما ثمّن مبادرات إقامة مناطق صناعية وتشجيع روح ريادة الأعمال، معتبرًا أن استثمار الوكالة الفرنسية للتنمية سيعزز من حضور الفاعلين الاقتصاديين المحليين ويوفر لهم حلولًا تمويلية مبتكرة.
من جهة أخرى، أعلن المسؤول الفرنسي عن توجه الوكالة لتعزيز شراكتها مع المكتب الشريف للفوسفاط، خصوصًا في مجال البحث التطبيقي والفلاحة المستدامة، مذكرًا بتوقيع تمويل هام بالرباط يهم إزالة الكربون من سلسلة القيمة التابعة للمكتب.
وشملت زيارة الوفد الفرنسي، الذي يضم مسؤولين رفيعي المستوى، عددًا من المرافق والمشاريع الحيوية في الجهة، حيث تابع عروضًا حول برنامج التنمية الجهوية وتنمية الجماعة، واطلع عن كثب على النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2015، ويهدف إلى تحويل الجهة إلى قطب استراتيجي على المستويين الوطني والإفريقي.
كما زار الوفد ميناء العيون، حيث تلقى شروحات مفصلة حول نشاطات تفريغ المنتجات السمكية والمخططات المتعلقة بتوسعة المنصة المينائية. وفي المعهد الإفريقي للأبحاث في الزراعة المستدامة التابع لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، تابع الوفد عرضًا حول مهام المعهد ومجالات اشتغاله.
وتندرج هذه الزيارة في إطار الشراكة الاستثنائية المعززة بين المغرب وفرنسا، والتي تعكس إرادة قوية لدى قيادتي البلدين في توسيع مجالات التعاون وتعزيز التنمية المستدامة في مختلف جهات المملكة، بما فيها الأقاليم الجنوبية التي باتت تجذب اهتمامًا دوليًا متزايدًا بفضل ما تحققه من إنجازات ميدانية.
فاطمة الزهراء الجلاد.