رياضة

الرجاء الرياضي بين مطرقة الواقع المرير وسندان المستقبل الغامض

سقوط مدوي من القمة الى القاع في ظرفية وجيزة لم تتعدى الخمسة أشهر ، قرارات غريبة و عشوائية كان بطلها المكتب المسير برئاسة شخص تفنن في اعطاء الدروس و العبر لمن سبقوه بانتقاده لرؤساء حققوا ما عجز عنه هالا و مكتبه المسير .

تطبيع مع العشوائية و السمسرة ، غياب الإدارة التقنية و الرياضية ، أزمة مالية ، انتدابات فاشلة و أجانب دون المستوى ثم رقصات لمدربين لم يحملوا من صفة العالمية الا الإسم.

بوادر موسم فاشل لاحت في الأفق قبل و أثناء معسكر تونس ، عصيان و تمرد لم يشهد له البيت الرجاوي مثيلا من قبل ، لاعبون يهددون بالفسخ و آخرون فروا هاربين الى وجهة و تحدي أفضل ، صيف عاش فيه الرجاء مخاضا عسيرا ، فيما ظل جمهور النادي الوفي متشبثا ببصيص من الأمل في تحسن الأوضاع و إن ساورته الشكوك داخليا .

دشن البطل حملة الدفاع عن لقبه بهزيمة نكراء امام نهضة بركان ، الذي عرى عن واقع الرجاء الحالي  و اعطى اولى شرارات الأزمة ، لكن لا حياة لم تنادي ، لتتوالى بعدها الهزائم و امام خصوم متواضعة كانت الى حد قريب تمني النفس بالخروج باقل الأضرار فما بالك بهزم هرم كبير كالرجاء الذي لم يبقى منه غير الإسم .

مشاكل مادية تلتها انقاسامات داخل المجموعة الرجاوية و هو ما انعكس بالسلب على مستوى الفريق ، ليخرج بعدها الرجاء من سباق الدوري مبكرا بل و صار ينافس على مراكز الهبوط في مشهد مخزي لم يتوقعه اشد المتشائمين .

 لتأتي بعدها الفأس في الرأس و يقصى الرجاء من دوري الأبطال من بوابة دور المجموعات تكريسا للتواضع و العشوائية التي طغت على أصحاب الكراسي و من تحكموا في مصير فريق أدخل الرعب في نفوس فرق الدوري و أكرم وفادة كل من تجرأ على تحدي نسر كاسر افترس ضحاياه تباعا و توج بازدواجية تاريخية و من دون هزيمة.

مخطئ من يعتقد أن كرة القدم ليست بعلم ثابث ، فمن يزرع الريح يحصد العاصفة ، و الرجاء تاه وسط أمواج العشوائية و حرب المصالح الشخصية ليقفز قائد السفينة الزنيتي ناجيا بنفسه في مشهد مناف للأعراف ، و لتتوالى بعدها الشكايات من طرف لاعبين لم يقدموا ربع ما يتقاضونه و ما يستحقونه من أموال.

مستقبل غامض و جمهور وفي لا يستحق بتاتا ما يجري من مآسي و كوارث تسييرية ،  ضحى بالغالي و النفيس في سبيل رؤية محبوبته الرجاء ترفع الأميرة السمراء للمرة الرابعة ، لكنه عوقب بفريق مشلول و مسيرين أقزام تفننوا في إضعاف رجاء كانت الى حد قريب مصدر فرح و بهجة و تاريخ كبير لوثه برلمان مخترق ، و مسيرون  نكرات و أشباه لاعبين .

الظرفية صعبة و المستقبل غامض و الحاضر سوداوي ليظل الحنين الى الماضي هو المسكن الوحيد لآلام الرجاويين..

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close