سياسة

اختتام القمة العربية في بغداد بإعلان حازم يأتي بدعوة ملكية لوقف الحرب في غزة وتوافق عربي على تعزيز التضامن الإقليمي

اختتمت القمة العربية في دورتها الرابعة والثلاثين، يوم السبت، بالعاصمة العراقية بغداد، بتبني “إعلان بغداد” الذي تضمن مواقف واضحة تجاه أبرز القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وتعزيز العمل العربي المشترك في مختلف المجالات.
وقد مثل المملكة المغربية في القمة وفد رفيع المستوى ترأسه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، نيابة عن جلالة الملك محمد السادس. وضم الوفد المغربي عدداً من المسؤولين والدبلوماسيين، من بينهم سفير المملكة بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية محمد آيت وعلي، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي المغربي.
رسالة ملكية قوية من أجل السلام
تميزت القمة بالخطاب الهام الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إلى القادة العرب، والذي ألقاه بالنيابة عنه السيد ناصر بوريطة. دعا جلالته فيه إلى الوقف الفوري للعمليات العسكرية في قطاع غزة والضفة الغربية، وضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل إحياء اتفاق الهدنة، تمهيداً لإعلان وقف دائم لإطلاق النار.
وفي ظل تفاقم الوضع الإنساني، شدد جلالة الملك على ضرورة التدخل العاجل لوقف الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية، خاصة في الضفة الغربية، ووقف عمليات الهدم والترحيل القسري للسكان المدنيين، داعياً في الوقت ذاته إلى تأمين إيصال المساعدات الإنسانية دون عوائق، وتقديم الدعم الكامل لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
التزام مغربي بدعم العمل العربي المشترك
وأكد جلالة الملك، في خطابه، على استعداد المملكة المغربية التام للانخراط في أي مبادرة تهدف إلى تعزيز وحدة الصف العربي، وتحقيق تطلعات الشعوب العربية نحو الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة. كما شدد على أهمية التكاتف لمواجهة تحديات عالمية كأزمة الغذاء والطاقة، وندرة المياه، وتغير المناخ.
إشادة عربية بدور المغرب الإقليمي والدولي
في ختام القمة، جدد القادة العرب دعمهم الثابت لدور جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيس لجنة القدس، ولجهود وكالة بيت مال القدس، باعتبارهما فاعلين أساسيين في حماية الهوية العربية والإسلامية للمدينة المقدسة، والتصدي لمحاولات تهويدها.
كما أيدت القمة ترشيح المغرب لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن للفترة 2028-2029، داعية الدول الأعضاء إلى دعم هذا الترشيح في المحافل الدولية، وأشادت بالدور الذي تضطلع به مؤسسات مغربية كـ”مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة” و”معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات” في تعزيز قيم الوسطية والاعتدال في القارة الإفريقية.
إعلان بغداد: مطالبات دولية بوقف العدوان ودخول المساعدات
وجه “إعلان بغداد”، الصادر في ختام القمة، نداء قويا إلى المجتمع الدولي، خاصة الدول المؤثرة، لتحمل مسؤولياتها والضغط من أجل وقف سفك الدماء في غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري ومن دون عوائق.
وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، أكد القادة العرب دعمهم لجهود بعثة الأمم المتحدة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة، تستند إلى الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات عام 2015.
آفاق مستقبلية للعمل العربي
تعد قمة بغداد محطة مفصلية في ظل الظرفية الإقليمية والدولية الدقيقة، حيث عبر القادة العرب عن وعيهم بضرورة تفعيل التضامن العربي، والالتزام بمبادئ احترام السيادة الوطنية ووحدة التراب، ورفض التدخلات الخارجية، بما يعيد للعمل العربي زخمه وفعاليته في خدمة شعوبه وتحقيق تطلعاتها.
وبهذا، تكون قمة بغداد قد اختتمت أعمالها برؤية شاملة وتوافق عربي على أولويات المرحلة، وسط حضور لافت للموقف المغربي الذي برز كصوت داعم للاستقرار والسلام والتعاون المشترك.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close