سياسة
Le7tv.ma Send an email منذ 3 أسابيع
الطالبي العلمي: تعزيز السيادة الوطنية ركيزة لتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا

أكد رئيس مجلس النواب المغربي، السيد راشيد الطالبي العلمي، اليوم الأربعاء بالرباط، أن تعزيز السيادة الوطنية يمثل مفتاحاً أساسياً لتحقيق التنمية المستدامة في إفريقيا، مشيراً إلى أن هذه القضية تتصل بإشكاليات جوهرية تشكل جذور العديد من النزاعات وعدم الاستقرار والمعاناة الإنسانية في القارة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة الـ83 للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي، التي تحتضنها الرباط على مدى يومين، حيث أشار إلى أن هذه الإشكاليات تمثل عائقاً رئيسياً أمام تحقيق حلم وطموح الشعوب الإفريقية في التنمية المستدامة.
وقال السيد الطالبي العلمي إن السيادة الترابية، بوصفها حجر الزاوية في القانون الدولي، إلى جانب وحدة التراب الوطني ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، تظل شروطاً سياسية واستراتيجية لا غنى عنها. لكنه أكد في الوقت ذاته على أهمية ما وصفه بـ”السيادة الغذائية، والسيادة الطاقية، والسيادة الدوائية، والأمن الروحي” باعتبارها أبعاداً لا تقل أهمية في السياق الدولي الراهن.
كما شدد على أن الأمن والاستقرار يمثلان شرطين أساسيين للتنمية، لا يتحققان إلا عبر ترسيخ واحترام السيادة الوطنية للدول، محذراً من النزاعات الداخلية المزمنة والعابرة للحدود التي تقوض جهود التنمية وتعرقل الاستثمار، إضافة إلى تسببها في مآسي إنسانية وتفاقم موجات الهجرة واللجوء والنزوح.
وأكد رئيس مجلس النواب على ضرورة احترام الالتزامات والتعاقدات الدولية، وأهمية حسن الجوار، باعتبارها مسؤوليات تفرض على الجميع احترام سيادة الدول، مضيفاً: “فما من دولة تقبل بالمس بسيادتها، فكيف لها أن تتجرأ على المس بسيادة الدول الأخرى”.
وفي سياق متصل، اعتبر السيد الطالبي العلمي أن اجتماعات اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الإفريقي، على الرغم من طابعها المؤسساتي، تحمل أبعاداً سياسية مهمة، مشيراً إلى دورها في إنضاج التوافقات حول محاور المؤتمر المقبل للاتحاد المزمع عقده في مدينة كينشاسا نهاية العام الجاري.
وأوضح أن إفريقيا تحتاج إلى مشاريع مهيكلة وعابرة للحدود، قادرة على خلق جسور تواصل وتعاون بين الدول، وفضاءات لازدهار مشترك، وهو ما تعكسه المبادرات التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومنها مسلسل البلدان الإفريقية الأطلسية، ومبادرة تمكين بلدان الساحل الإفريقية من الولوج إلى المحيط الأطلسي، إضافة إلى مشروع أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب الذي يُنتظر أن يستفيد منه 13 بلداً إفريقياً.
وخلص إلى أن هذه المشاريع تندرج ضمن رؤية جلالة الملك التي تهدف إلى “إفريقيا مزدهرة” وتعزيز شراكة جنوب-جنوب.
ويذكر أن الاتحاد البرلماني الإفريقي، الذي تأسس في أبيدجان عام 1976، يضم حالياً 41 برلماناً وطنياً، ويُعتبر منصة حيوية للحوار والتعاون بين البرلمانات الإفريقية، ويعمل على تعزيز السلام والديمقراطية والحكم الرشيد والتنمية المستدامة في القارة. كما تهدف اللجنة التنفيذية التابعة للاتحاد إلى متابعة تنفيذ قراراته، واعتماد برامجه، وتوثيق العلاقات مع المنظمات الإقليمية والدولية.
فاطمة الزهراء الجلاد.