وداعا عبد اللطيف هلال ….وداعا أيها الفنان المبدع و الإنسان …

بقلم : محمد أبو سهل
في غفلة منا و من الزمن غادرنا عبد اللطيف هلال . و سلم الروح لباريها صباحا بعد صراع مرير مع المرض …
السي عبد اللطيف من مواليد 1940 ، إستنشق أولى النفحات في عمق الشاوية و في الشباب و الدراسة إهتم بالإبداع في مجال الفنون في منطقة درب السلطان و درب البلدية مما دفعه يقتحم المسرح رفقة مصطفى التومي رفيقه في بداية المسار لينضم بعد ذلك إلى جيل من المواهب و القامات في مسرح الناس حيث أستاذه الطيب الصديقي -و فرق أخرى جعلته يرافق : حميد الزوغي – مولاي العربي العلوي – مريا الصديقي – الصديق الصديقي – ثريا جبران – نعيمة لمشرقي – الباتول السباطي – أحمد الصعري – مصطفى سلمات – العربي باطمة – بوجميع أحكور – عمر السيد – الحسين بنياز – محمد مفتاح – محمد مجد – محمد الخلفي – ناجي – عبد الصمد دينيا – البشير السكيرج – عمر دخوش – حمادي عمور – حسن فولان – أحمد دخوش – الشعيبية العدراوي- زهور السليماني – مصطفى الزعري – مصطفى داسوكين …و غيرهم ، و بطموح جارف و عشق للمسرح تحول إلى مصر رغبة في الوقوف على تجارب فنية ، و إشتغل في مختلف المجالات ،في عروض المسرح – التلفزيون ، و السينما في المسلسلات و الأفلام في إنتاجات وطنية و دولية … و كان عبد اللطيف هلال فريد زمانه بحضوره الوازن فوق الخشبة حيث يتسيد ملعبه حاملا رسالة فنية نبيلة ، بارع في نحث الأحاسيس على تجاعيد التعبير و كان فنان المغرب ببعد عربي و دولي … و ختم الرحلة في المسلسل المغربي * سوق الدلالة * بمبادرة راقية من منتجه الفنان و الإعلامي أحمد بوعروة و المخرجة المبدعة جميلة بورجي ، إختاراه رفقة الفنانة نعيمة لمشرقي ضيفان شرفيان ، مبادرة ترمي إلى رد الإعتبار لجيل ذهبي يطاله الطمس و التهميش !!!
و يغادرنا السي عبد اللطيف اليوم ملبيا نداء ربه عن سن 82 سنة ، مساحة زمنية أنذرها لخدمة الإبداع ، قامة فنية ، واحد من جيل أصيل يغيب عن درب البلدية لإلتزامات مهنية و يعود إلى الحي و دروبه ، و الأماكن التي تستحم بطلعته كل يوم في مقاهي : الوطن – بالي دور – لابرانسيير و غيرها ، لم يتنكر لجذوره في درب السلطان و مديونة و ظل بين البيت و المسرح و فريق الرجاء الذي عشقه و أحبه و إرتبط فيه بأصدقاء من بينهم مصطفى البيتشو – درنان – ظلمي – بينيني – بوتي عمر – حمان – بهيج – عليوات – ميلازو …..و إمتدت علاقاته إلى لاعبين في الوداد : العربي أحرضان- عب الحق – مجاهد – زهيد – صابر – اسحيتة و غيرهم.. و مارس الفنان هلال عبد اللطيف رياضتي كرة القدم و الكرة الطائرة في شبابه لكن ميوله للفن أخذه …
و في فترة ألم و حسرة يخيم فيها رحيل أسماء … ثريا جبران – حمادي عمور – أنور الجندي – مليكة الخالدي – عزيز سعد الله – عزيز الفاضلي – دخوش عمر…..قامات …..نادرا ما يجود الزمان بمثلها ….يترجل عبد اللطيف هلال عن صهوة الجواد و يغادر مخلفا رصيدا فنيا كبيرا ، و يتركنا في خندق الحزن …
.
السي عبد اللطيف ….لماذا هذه العجالة ؟؟؟
المدينة حزينة تودع مبدعا أعطى حتى العضم بسخاء …
فماذا علمنا السي عبد اللطيف ؟ …هو المواطن و الإنسان … المبدع الفنان …رجل إستثنائي …يدرك أن الفن لغة مشتركة بين بني البشر و مارسها بإحتراف بعفة و تواضع و نكران ذات …فنان حمل الوطن في قلبه …..
السي عبد اللطيف ….وداعا ….لن ننساك ….
محمد أبوسهل