“المراهنات المشفرة” تستنزف العملة الصعبة.. نائبة برلمانية تُحذر من اختراق مالي عبر تطبيق روسي

أثارت نعيمة الفتحاوي، عضو المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، ناقوس الخطر بشأن أنشطة مالية مشبوهة تتم عبر تطبيق المراهنات الروسي “1xBet”، والتي تورّط مراهنين مغاربة في تحويلات مالية ضخمة خارج الأطر القانونية، باستخدام عملات مشفّرة محظورة في المغرب.
جاء ذلك في سؤال شفوي وجهته النائبة البرلمانية إلى وزيرة الاقتصاد والمالية، أكدت فيه أن عدداً من المواقع الإعلامية كشفت تورّط مغاربة في تحويل أموال طائلة لفائدة هذا التطبيق، باستخدام عملات رقمية مثل “USDT” و”بيتكوين”، يتم تداولها خارج مظلة الأجهزة الرقابية المغربية، وعبر منصات دفع غير قانونية وتوجيهات تفتقر للشفافية.
وأوضحت الفتحاوي أن التطبيق يتيح للمراهنين إيداع مبالغ الرهان وتحقيق الأرباح من خلال محافظ مشفرة (Wallet crypto)، ثم تحويلها إلى الدرهم المغربي عبر نقاط صرف غير معروفة بشكل كامل لدى الجهات الرقابية، في عملية تستهدف الالتفاف على القوانين المنظمة للتحويلات المالية نحو الخارج.
وفي السياق ذاته، كشفت النائبة عن معطيات تفيد بأن مكتب الصرف تمكّن من رصد عمليات تحويل مالي غير قانونية من قبل مروجين مغاربة (dealers) بلغت قيمتها أزيد من 7.2 ملايين درهم لفائدة التطبيق المذكور، ما يطرح تساؤلات جدية حول حجم الشبكات المتورطة وطبيعة التدفقات المالية التي تمرّ خارج قنوات المراقبة الرسمية.
وأكدت الفتحاوي أن هذه الأنشطة تُجرى خارج النظام المؤطر من قبل سلطة الصرف، التي تُقيّد التحويلات المالية بتراخيص مسبقة، وتضع سقوفاً لاستخدام البطاقات البنكية الدولية، مبرزة أن ما يحدث هو استنزاف للعملة الصعبة خارج أي إطار ضريبي أو تنظيمي، مما يُهدد الاقتصاد الوطني ويفتح الباب أمام ممارسات مالية غير مشروعة.
وفي ختام مداخلتها، تساءلت النائبة البرلمانية عن الإجراءات التي تعتزم الوزارة اتخاذها لتحديد هويات هؤلاء المراهنين، والآليات التي سيتم اعتمادها للحد من هذه الظاهرة المتفاقمة، والتي تهدد الاستقرار المالي والرقابة السيادية على التدفقات النقدية.
وتفتح هذه المعطيات الباب أمام نقاش واسع حول مراقبة الأنشطة المالية الرقمية بالمغرب، خاصة في ظل الانتشار المتزايد للعملات المشفرة، وتوسع شبكات المراهنات الإلكترونية العابرة للحدود، ما يفرض تحديات حقيقية على السلطات المالية والتشريعية في البلاد.