سبع سنوات بالتمام والكمال يغيب الكوميدي المغربي المتألق سعيد الناصري الذي أغنى الساحة الفنية بالعديد من الروائع التلفزيونية والسينمائية عن شاشات فيصل العرايشي الذي ظل متحكما في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية منذ ما يزيد عن 20 سنة من دون أن يطاله التغيير بالرغم من أن قنواتنا الوطنية تشهد تراجعا في كل الإنتاجات سواءا الأعمال الفنية أو البرامج، وفي كثير من الأحيان تتحول هذه القنوات إلى تلفزات الإعادة.
ما يهمنا نحن كمتابعين للشأن التلفزي ببلادنا هو هذا السلوك الغير مقبول الذي ينهجه السيد فيصل العرايشي في حق فنان أعطى الشيء الكثير للساحة الفنية المغربية، بل الأكثر من ذلك ساهم في إشعاع القنوات الوطنية من خلال أعمال مازالت تلفزة العرايشي وتلفزة سليم الشيخ إلى أمد قريب تعيدانها.
لا ندري أين كان العرايشي في فترة التسعينات عندما قدم سعيد الناصري ولأول مرة بالمغرب سيتكوم ” أنا وخويا ومراتو” السلسلة التي أحدثت ضجة كبيرة عندما صالحت المغاربة مع قناتهم الوطنية، وسلسلة “أنا وخويا”ونسيبتي” العوني ” ، ” الربيب” وغيرها من الأعمال التلفزيونية من دون أن ننسى ما حققه فيلمه " الباندية" الذي يظل لحد الساعة الفيلم المغربي الوحيد الذي ضرب الرقم القياسي في المتابعة الجماهيرية في تاريخ السينما المغربية، ولعل العرايشي الذي كان آنذاك حديث العهد بالتلفزة المغربية قد سمع بهذا الخبر عام 2003، وفيلم " ولد الدرب" و" عبدو في عهد الموحدين” و”سارة” و “رجل للكراء” و “مروكي في باريس” و “الخطاف” و”أخناتون في مراكش” الذي شارك فيه كلا من النجم المصري الراحل طلعت زكريا، الفنان سامح يسري، النجمة انتصار، وعمر طلعت زكريا ونخبة أخرى من الفنانين المغاربة بينهم خولة بنعمران ووسام أمير وآخرون وغيرها من ربرطوار كبير.
لن نسرد كل أعمال الكوميدي المناضل والمكافح سعيد الناصري، فكل الجماهير المغربية تعرفها وتعرف معها قيمة هذا الرائد ومبادراته عندما أحيى الأعمال المشتركة مع الأشقاء المصريين من خلال مسرحية “الطلاينة وصلوا”التي شارك فيها أحمد بدير والمرحوم سعيد صالح، وستظل قاعة ” زينيت” بفرنسا شاهدة على التدفق الجماهيري من مختلف الجنسيات التي تابعت أعماله الفردية التي حطمت كل الأرقام القياسية والعرايشي يعرف جيدا قيمة هذه القاعة.
السيد فيصل العرايشي ليس من يخالفك الرأي أو ينتقد فلسفتك تغلق في وجهه الأبواب مثل الفنان سعيد الناصري الذي عبر عن موقفه من التلفزيون الوطني الذي ساهم في إقصاء أعماله ومعها رواد التمثيل عبد القادر مطاع ونعيمة إلياس وفاطمة خير، عائشة ماهماه، وغيرهم، التلفزيون الوطني هو ملك لنا نحن المغاربة ومن حقنا أن نسائلك ما السبب في تغييب الكوميدي سعيد الناصري الذي تفوق على شاشاتك في رمضانين من خلال سيتكوم " البوي" الذي إختار أن يطل من خلاله على الجمهور المغربي بقناة شدى تي في؟
السيد العرايشي نطالبك برفع الحصار عن كوميدي عشنا معه زمن الكوميديا الراقية، إستجابة لنداءات جلالة الملك محمد السادس نصره الله بأن بلادنا بحاجة للكفاءات ومنحها الفرصة للمساهمة في التنمية الشاملة والفن الراقي جزء من هذه التنمية، علما أن الفنان سعيد الناصري كرس كل جهده لدعم الفنانين المعوزين الذين إقتنى لهم عدة منازل في ليلة نجوم الشاشة التي ظلت بعيدة عن إهتمامات السيد العرايشي وشاشاته.
نتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت بكل وضوح، والسلام عليكم.
يجب عليك تسجيل الدخول لكتابة تعليق.