سياسة

في عيد ميلاده الستين، محطات في مسار حياة الملك محمد السادس نصره الله

حمزة شبكي

“…ونجدد التزامنا بإكمال وحدتنا الترابية التي تشكل فيها قضية أقاليمنا الصحراوية القضية الوطنية المركزية، ونحن نتطلع إلى إتمام الاستفتاء التأكيدي الذي ترعاه وتقوم على إجرائه منظمة الأمم المتحدة، وهو الاستفتاء الذي لم يفتأ خصوم وحدتنا الترابية يعملون على إفشاله، ويضعون العراقيل دون تحقيقه, شعبي العزيز. تشغل قضية التعليم حيزاً كبيراً من اهتماماتنا الآنية والمستقبلية لما تكتسبه من أهمية قصوى، ولما لها من أثر في تكوين الأجيال، وإعدادها لخوض غمار الحياة والمساهمة في بناء الوطن”، كان هذا مقتطف من خطاب العرش الذي ألقاه الملك محمد السادس بعد توليه الحكم خلفا لوالده الراحل الحسن الثاني بتاريخ 30 يوليوز 1999 وهو ابن السادسة والثلاثين، واليوم يشاطر الشعب المغربي ملكه الإحتفال بعيد ميلاده الستين، مسار حياتي متميز بصم عليه ملك محبوب إلى حد الجنون من طرف شعبه.

ميلاد ونشأة ملك..

رأى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، النور يوم 21 غشت 1963 بالعاصمة المغربية الرباط، وهو الملك الثالث والعشرون للدولة العلوية الشريفة، التي تولت عرش المملكة المغربية منذ منتصف القرن السابع عشر
الميلادي. وتنحدر الأسرة العلوية من السلالة النبوية الشريفة، التي ينتهي نسبها إلى الرسول الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وكانت قد استقرت بمدينة سجلماسة بمنطقة تافيلالت جنوب المغرب.

الدراسة والتكوين الأكاديمي

عند بلوغه الرابعة من عمره، أدخله والده الملك الحسن الثاني إلى الكتاب القرآني الملحق بالقصر الملكي، وأنهى الدراسة في السلكين الابتدائي والثانوي بالمعهد المولوي، وحصل على الباكالوريا في شهر يونيو 1981.
قبل أن يكون محمد السادس ملكا فهو رجل قانون، فقد واصل الدراسات العليا في الحقوق بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس بالرباط، حيث نال في سنة 1985 الإجازة في موضوع “الاتحاد العربي الإفريقي واستراتيجية المملكة في مجال العلاقات الدولية”، وحصل سنتي 1987 و 1988 حصل على الشهادتين الأولى والثانية للدراسات العليا في العلوم السياسية والقانون العام بامتياز، و في يوم 29 أكتوبر 1993 نال شهادة الدكتوراه في الحقوق بميزة مشرف جدا من جامعة نيس” صوفيا أنتيبوليس” الفرنسية، إثر مناقشته أطروحة في موضوع “التعاون بين السوق الأوروبية المشتركة واتحاد المغرب العربي” – منحته جامعة جورج واشنطن” درجة الدكتوراه الفخرية في 22
يونيو سنة 2000.

صدر لجلالة الملك محمد السادس كتاب وعدة مقالات حول التعاون الأوروبي المغاربي، ومن أجل استكمال تكوينه والاحتكاك بتطبيق مبادئ وقواعد القانون التي تلقاها في الكلية، قرر إجراء تدريب لبضعة أشهر، خلال سنة 1988، ببروكسل بديوان جاك دولور رئيس لجنة المجموعات الأوروبية بالاتحاد الأوروبي آنذاك.

دخول معترك السياسة منذ الطفولة

تولى جلالة الملك محمد السادس منذ طفولته وريعان شبابه مسؤوليات سياسية كبيرة، إذ كلفه والده الملك الراحل الحسن الثاني غير ما مرة بمهام عديدة على الصعيد الوطني العربي والإسلامي والإفريقي والدولي لدى رؤساء دول، وتعتبر أول مهمة رسمية لجلالته خارج الوطن، يوم سادس أبريل 1974 حيث مثل والده  في الحفل الديني الذي احتضنته “كاتدرائية نوتردام دو باري تخليدا لذكرى رحيل الرئيس الفرنسي جورج بومبيدو، وهو يبلغ 11 سنة فقط.

كما ترأس الوفود المغربية المشاركة في أعمال مؤتمرات دولية وجهوية عديدة، منها القمة السابعة لدول عدم الانحياز المنعقدة في نيودلهي في 10 مارس/آذار 1983، واجتماع لجنة المتابعة المنبثقة عن منظمة الوحدة الأفريقية الخاصة بالصحراء في أديس أبابا يوم 21 سبتمبر/أيلول 1983وغيرها من الوفود.
وترأس لجانا وتظاهرات وطنية ودولية كثيرة، من قبيل افتتاح أعمال المؤتمر الوزاري “للكات” في مراكش 12 أبريل/نيسان 1994.

يتقن الملك محمد السادس اللغات العربية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية ويزاول عدة أنشطة رياضية أبرزها الغولف والجيتسكي والفروسية.

تقلده عدة مناصب قبل اعتلائه العرش

تولى الأمير سيدي محمد عدة مناصب قبل اعتلائه العرش، ففي 22 ديسمبر عام 1979 عُين رئيسا شرفيًا للجمعية الاجتماعية والثقافية لحوض البحر الأبيض المتوسط، وفي 18 مارس 1982 عينه الملك الحسن الثاني رئيسًا للجنة المنظمة للدورة التاسعة لألعاب البحر الابيض المتوسط التي جرت بالدار البيضاء، ورئيسا للجنة المكلفة بتنظيم الدورة السادسة للألعاب العربية. كما عينه الملك الحسن الثاني في 11 أبريل 1985 منسقًا عامًا لمكاتب ومصالح الاركان العامة للقوات المسلحة الملكية، ورقي في 12 يوليو 1994 إلى رتبة جنرال دوديفيزيون.

اعتلاء عرش الأسلاف..

اعتلى صاحب الجلالة الملك محمد بن الحسن عرش المغرب في يوم 23 يوليوز 1999 على إثر وفاة والده الراحل الحسن الثاني، وتلقى في نفس اليوم البيعة بصفته أميرا للمؤمنين في القصر الملكي بالرباط.

وفي يومِ الجمعة 16 ربيع الآخر سنة 1420 هـ الموافق 30 يوليو 1999م أدى الملك محمد السادس رسميًا صلاة الجمعة في جامع فاس الكبير وألقى أول خطاب للعرش، وقد اعتمد هذا التاريخ رسميًا للاحتفال بعيد العرش.

التتويجات والأوسمة

تلقى الملك محمد السادس عشرات الأوسمة والجوائز والميداليات من دول عربية وأجنبية، ومن مؤسسات ومنظمات دولية وغير حكومية، منها جائزة الجمعية الدولية للرياضة دون عنف في 11 سبتمبر 1983، والحمالة الكبرى للجمهورية التونسية في غشت 1987، والجائزة الفخرية “من أجل غرناطة 1999″.

وتسلم جائزة “عبد الرحمن الداخل” من بلدية ألمونيكا بإسبانيا في 27 نوفمبر2000 وهي جائزة تسلم لكبار الشخصيات التي تقوم بمجهودات من أجل توطيد العلاقات العربية الأوروبية.

كما وُشّح الملك بالحمالة الكبرى للاستحقاق الوطني بالكاميرون والغابون والنيجر وغيرها من الدول الأفريقية، وبالحمالة الكبرى لوسام ليوبولد ببلجيكا، ووسام “كروزيرو دو سول”، أرفع وسام برازيلي يمنح لكبار الشخصيات الأجنبية، في 26 نوفمبر 2004 بالإضافة إلى أوسمة أخرى.

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق