دائمًا ما يذهب المدح بعد أي انتصار لفريق أو منتخب على مستوى منافسات كرة القدم للاعبين بالدرجة الأولى والمدرب بالدرجة الثانية، ونتناسى جنود الخفاء في العارضة التقنية !
فلا شك أن الانتصار المهم والكبير الذي حققه أسودنا على حساب الشياطين الحمر البلجيكية، كان فيه للناخب وليد الركراكي حصة الأسد، كيف لا وهو الذي أعد العدة، عن طريق خطة محكمة، وانضباط عالي، وتركيز دقيق، نادرًا ما شاهدناه في النسخ السابقة، سواءٌ على مستوى إقصائيات كأس الأمم الافريقية، أو تصفيات المونديال…
لكن ماذا عن رجل الظل موسى الحبشي ؟ الذي التحق بالفريق الوطني خلال شهر غشت من عام 2019، في الطاقم التقني الذي كان يضم البوسني وحيد خاليلوزيتش، بمساعدة مصطفى حجي.
موسى الحبشي أحد الأطر الأكفاء الذين شرفوا الكرة المغربية في نهائيات كأس العالم التي جرت أطوارها على ملاعب روسيا سنة 2018، حينما كان يحلل أداء الخصوم للمدرب الاسباني روبيرتو مارتينيث، وهو ربان سفينة المنتخب البلجيكي آنذاك، ففي تلك النسخة، حاز البلجيكيون على الرتبة الثالثة، بعدما كانوا قاب قوسين أو أدنى من بلوغ الدور النهائي، لولا الخسارة أمام المنتخب الفرنسي في الدور نصف النهائي برأسية المدافع صامويل أومتيتي…
ومنذ عودته إلى المغرب، ساهم الحبشي في إعادة البريق المفقود إلى العناصر الوطنية، فكان هو الذي يصلح أخطاء العنيد خاليلوزينش، ويقوم اعوجاج النخبة الوطنية في أكثر من مباراة، خاصة تلك التي تنضوي تحت لواء التصفيات المونديالية…
والشاهد عندي، هو تمسك الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بخدمات موسى الحبشي، وإبقائه بجانب وليد الركراكي، والكل تابع كيف استطاع اللعب على نقاط قوة وضعف المنتخب البلجيكي برسم الجولة الثانية من المجموعة السادسة، وساعد الركراكي على الحد من خطورة نجوم العالم أمثال : كيفن دي بروين، وإيدين هازارد، وروميلو لوكاكو…
إن الفوز الذي حققه منتخبنا على المنتخب البلجيكي، يجب أن يكون درسًا قويًّا للمسؤولين عن الأندية الوطنية، الذين يستصغرون الدور الذي يقوم به محلل الأداء، ويكتفون بالتعاقد مع المدرب ومساعد المدرب والمعد البدني، بينما مجالس إدارات الأندية الأوروبية القوية تعي جيدا أهمية قراءة الخصوم، وخير دليل تربع منتخبات القارة العجوز على قائمة أكثر الاتحادات الكروية المتوجة بالكأس الذهبية…
