ثقافة وفنون

اغيتونا التعليم يحتضر

☆بقلم الهام بلفحيلي باحثة في قضايا الشباب و المشاركة السياسية، رئيسة جمعية انماء☆

حقيقة المهزلة في زمن العوششة، سكتت كثيرا وتأملت عميقا في واقع تعليمنا وعبث مناهجنا واكذوبة إصلاح منظومتنا، الأمر غير مفهوم للعالم والعارف المسكون بهاجس الوطن ومستقبل الأجيال، عبثية الإصلاح يوازيها عوششة المناهج، وتمويه الرأي العام بغية تمرير الأسوأ والأفضع إنهم ياسادة خبروا ذكاءنا ووعوا خطتنا وتفهموا مشاعرنا.

فكروا جيدا ووجدوا أن بالبغرير سنهتم والبريوات سننغمس، علموا جيدا أننا سنركز على المفاهيم ونناقش المضامين ونبدع النكث الأساطير، فهموا أننا شعب صنعوه ليكون مهتما بمايريدون وخبيرا فيما يفقهون وذكيا حين يريدون، تفاعلوا معنا بالنكران وإدعاء الفبركة ورفعوا في وجوهنا عصى المتابعة، اصبحوا ضحايا في حين أنه جناة ضد الأجيال، ناقشوا تكلموا وخير لهم لو سكتوا زوبعة فيسبوكية تليها هدوء قاتل.

بعد وضع السلاح وقبول الحال ومحال أن يهتموا بنا ولا بأفكارنا، مللنا ونحن نسمع كلامهم المعسول عن كون المدرسة قضية وطنية والإصلاح يحتاج تعبئة مجتمعية، في حين هم يقررون وينفذون وإن جاذلتهم يحتجون ويستنكرون، الحقيقة إخواني أخواني أن تعليمنا انتهى ومستقبل اجيالنا انقضى ومصير امتنا تمرمد واه ما يخبأ لنا الزمان، واه من قانون إلغاء مجانية التعليم، واه تم اه من جبروت وتقوي القطاع الخاص.

إنها أمة اختارت الليبرالية المتوحشة ، وانصاعت للاملاءات الدولية، إنها أمة مصابة بهوس المال ومرض السيسكوزيفرينيا، إنها أمة فقدت هويتها وتملصت من تاريخها واقسمت أن تدمر تعليمها، بالله عليكم كيف السبيل إلى الإصلاح والواقع يظهر بجلاء الرغبة في القضاء على التعليم العمومي.

كيف السبيل إلى الرقي بالمنظومة والحال أننا نوظف بعقود وبدون تكوين كيف السبيل إلى تعليم عادل منصف ذو جودة ونحن نحارب اللغة الأم وندعي الانفتاح على لغة الدارجة، فعلا هزلت عندما تعهد الأمور لغير أهلها فانتظر الفشل، عندما نفكر بتمعن ونجد أن من يدعي الدفاع عن المدرسة العمومية يدرس أولاده في المدارس الخصوصية فالأمر لا يستوي، نحتاج لقانون يفرض على كل مسؤول حكومي أن يدرس أبناءه في المدارس العمومية وهناك سيعرف التعليم طريقه للإصلاح، كفى أن يكون أبناء الطبقة الكادحة حقول تجارب لافكاركم المهزلة، غباؤكم فاق المتوقع.

نذاء استغاثة من قلب من تتلمذ في المدرسة العمومية، نذاء وفاء من كل إنسان يعرف قيمة التعليم لرقي الشعوب، مللنا من الكلام ومل الكلام منا، تعبنا من النقد والنقد صار جزء منا، وصل بنا الحد أن نقول وا رباه المدرسة تحتضر اغيتونا فهل من مغيث، وهرمنا من انتظارنا لوصفة الإصلاح وللأسف الشديد كل الوصفات تزيد من تعميق الجرح حتى حان بثره، سرطان افكاركم الفاشلة توغل في جسد تعليمنا ونخره والآن البثر وفقدان الأمل مع وصفة مبغررة وفكرة مغشعشة.

قد يعجبك ايضا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق