✍🏻 محمد أبوسهل
في غفلة منا و من الزمن خطف الموت بوجمعة وجود * باعزيزي * و في الرحيل يودع المسرح المغربي مبدعا آخر من رواد الفن الشعبي …و بعد صراع مع المرض سلم با عزيزي الروح لباريها أمس الأربعاء في المصحة سن 83 سنة مخلفا مسارا يمتد من فترة الحماية حيث رافق في سن مبكر مجموعة من المسرحيين بوشعيب رشاد – البشير لعلج – لحبيب القدميري – الزبير (بوشعيب البيضاوي) – عبد الرحمن الصويري – أحمد القدميري – لمفضل لحريزي ( امي الهرنونية ) ….و غيرهم ممن ناضلوا في زمن الحماية بتقديم عروض فنية في الساحات العمومية و قاعات السينما بهدف تمرير رسائل عبر المسرحيات و السكيتشات و المونولوجات بحس وطني . و كان السي بوجمعة متفردا بأدوار طبعت شخصيته و مكنته من تسجيل حضور وازن ….و شارك في مجموعة من الأعمال في المسرح و التلفزيون و أفلام سينمائية من بينها : أطفال الشمس – الكنز المرصود – عودة الفهد الوردي – شمس الربيع …و إرتبط بوجمعة باعزيزي بكرة القدم في المدينة القديمة : عرصة فتييح ( دربه )- درب الحمام – السقالة – الزاوية – البحيرة – درب معيزي – درب الطليان- درب حمان – فيردان ….عاشق لفريق الوداد و مشجع للاعبيه في ملاعب فيليب – مارسيل سيردان- الشرفي في الدار البيضاء و في تنقلات الفريق …و كان وداديا مهووسا بحب محبوبته * الوداد * يعيش لحظات الإرتفاع الروحي في إنتصاراتها و يتألم لعثراتها …صديقا ل اللاعبين في المدينة القديمة : العربي بنمبارك – الكنداوي – عبد السلام – الشتوكي – بوشعيب خالي – الأخوين بلمحجوب عبد الرحمن و السي محمد – كبور – السي محمد رفقي( السوبيس ) …احب البيتشو – نوال المتوكل – بودربالة – الحداوي – التيمومي – بصير و غيرهم من أجيال مختلفة و رافق فنانين في الحي – اابورزكي – أحمد البيضاوي – الماريشال قيبو …و رغم إتساع مساحة شعبية إسمه و وجهه المألوف ….بلباسه التقليدي و الطاقية الحمراء تزين راسه….و بقي الرجل … البيضاوي …المغربي ..أصيلا.. بسيطا متواضعا محافظا على الإبتسامة و المرح في مختلف المناسبات ، أب رائع ملتزم بواجبه إتجاه العائلة ، يتردد في يومه على أماكن في قلب الدار البيضاء حيث يستحم أصدقاؤه من الفنانين و الرياضيين و غيرهم بطلعته …ممثل شعبي مكنه فنه من كسب إهتمام الملوك الثلاثة … فنان وطني مبدع عاشق للحياة هو الصديق الجميل منذ أن عرفناه ، و بنفس الوفاء و الحب طبع المسار حتى الرحيل ….
وداعا السي بوجمعة ….باعزيزي ….لن ننساك …
