رياضة

شجاعة مدرب تنتكس أمام “كثرة الحفير”

عندما تسترخي قبضة المكتب المسير الموكول إليه مهمة تدبير وتنظيم وهيكلة النادي، والبحث عن مستشهرين من قيمته، والضرب بيد من حديد كل من يخل بقانونه الداخلي (سواء داخل رقعة الملعب وخارجه وفي التداريب)، والدفاع عن مصالح الفريق كلما تمت الإساءة إليه، ومنح اللاعبين مستحقاتهم في وقتها وحل المشاكل معهم قبل وصولها إلى ردهات الفيفا أو الطاس أو إلى حد إضرابات اللاعبين أو فسخ عقودهم من طرف واحد؛ عندما يحدث كل ذلك، فإن أشباه اللاعبين يفرضون أنفسهم على المدرب والفريق، بل وتنتقل عدواهم إلى المبتدئين والأجانب.
وأمام جهله للكواليس، يحسب العاشق للنادي الدقائق والثواني ينتظر مباراة فريقه المحبوب، فيتفاجأ بمشاهدة المحتالين على البساط الأخضر ينصبون على أموال النادي، ويتسببون في ارتفاع نسب الضغط والسكر والملح ودقات قلوب محبين أفنوا حياتهم في حب مجنون لناديهم.
ذلك ما يحدث اليوم في الوداد الرياضي المغربي. الأحباء والعشاق يشتكون من كل مكونات النادي الذين أصبحوا ينافسون أنفسهم في تقزيم اسم الوداد، وصاروا يحققون كوارث طبيعية في صحة عاشقي هذا الكيان، ليس بسبب الهزيمة أمام الحسنية لأن الخسارة واردة في أي وقت ولأي فريق، ولكن بسبب العشوائية التي انتقلت من إدارة المكتب إلى إدارة رقعة الملعب.
الجماهير ضاقت ذرعا بحال النادي، وببعض اللاعبين الذين تقهقرت “خدماتهم” بشكل مهول، وأصبحوا مصدرا “للضرر والحزن” بسبب “اتباع الأوامر” وافتقادهم لحب قميص وكيان الوداد.
لقد “زرع” الرئيس بين اللاعبين من يلعب لأجله ومن يرفع رجله لأجله؛ وبين من يخرج للإعلام يلمِّع صورته، وبين الجمهور من يدافع عنه على أساس البطولات التي فاز بها الفريق في عهدته.
 وبين هذا وذاك تواجد الرجل الطيب وليد الركراكي، الذي قبل بتدريب الفريق حبا في جماهيره، والذي مهما حاول من خلال موقعه كمدرب أو من خلال خرجاته لإقناع الجمهور، فإنه لن يصل إلى نتيجة مادامت شجاعته في مواجهة وتولي زمام الأمور ستنتكس بكثرة “الحفير”.

قد يعجبك ايضا

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق