سياسة
المغرب يعزز حضوره البرلماني في أمريكا الوسطى: مشاركة فعالة وتعاون استراتيجي

يواصل مجلس النواب المغربي تعزيز حضوره الدولي من خلال مشاركته في الدورة العادية لشهر يناير لبرلمان أمريكا الوسطى، التي تنعقد في غواتيمالا خلال الفترة الممتدة من 28 إلى 31 يناير الجاري. تأتي هذه المشاركة في إطار العلاقات المتينة التي تجمع المغرب بهذه المنظمة الجهوية، والتي تزداد رسوخا عبر التعاون المستمر في مجالات متعددة.
مداخلة مغربية تعزز أواصر التعاون
شهدت أشغال الجلسة العامة مداخلة النائب البرلماني عبد العالي بروكي، ممثل الشعبة الوطنية لمجلس النواب المغربي لدى برلمان أمريكا الوسطى. استهل كلمته بتهنئة الرئيس الجديد للبرلمان، كارلوس ريني هيرنانديز كاستيو، وأعضاء المكتب المنتخبين للفترة 2024-2025، مؤكدا على متانة العلاقات بين المؤسستين التشريعيتين.
وأبرز بروكي الدور المحوري الذي يلعبه برلمان أمريكا الوسطى في ترسيخ الديمقراطية وتعزيز حقوق الإنسان، مشددا على استعداد البرلمان المغربي لمواصلة التعاون الوثيق مع نظرائه في المنطقة، خصوصا في مجالات الهجرة، وتمكين الشباب والمرأة، ومواجهة التغير المناخي، وتعزيز الأمن الغذائي.
لقاءات دبلوماسية ومشاريع تعاون مستقبلية
وعلى هامش هذه المشاركة، عقد ممثل البرلمان المغربي اجتماعا مع رئيس برلمان أمريكا الوسطى، حيث ناقشا سبل تعزيز التعاون البرلماني المشترك. وقد تم اقتراح تنظيم منتدى حول قضايا الهجرة، بالإضافة إلى استضافة البرلمان المغربي لإحدى دورات برلمان أمريكا الوسطى، في خطوة تعكس الرغبة في تعزيز الحوار والتبادل البرلماني بين الجانبين.
كما تطرقت المباحثات إلى التطور التنموي في الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، وتسارع وتيرة الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، لا سيما من قبل القوى الكبرى، مما يعكس الأهمية المتزايدة لهذا الملف على الساحة الدولية.
أجندة الدورة ومحاور النقاش
تميزت أشغال الجلسة العامة لهذه الدورة باعتماد برنامج العمل السنوي، ومناقشة وإقرار تقارير ومشاريع قرارات تتعلق بعدة قضايا دولية، أبرزها الهجرة، ودمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، ووقف إطلاق النار في غزة، والاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي.
ومن المقرر أن تتواصل أعمال الدورة عبر اجتماعات اللجان الدائمة، حيث ستتم مناقشة مواضيع ذات أهمية إقليمية ودولية، ما يعكس التزام برلمان أمريكا الوسطى بمواكبة التحديات الراهنة وتعزيز العمل المشترك بين الدول الأعضاء وشركائها الدوليين.
تجسد مشاركة مجلس النواب المغربي في هذا الحدث استمرارا لنهجه الدبلوماسي البرلماني النشط، الذي يسعى إلى تعزيز التعاون جنوب-جنوب والانفتاح على مختلف الفاعلين الإقليميين. ومع تزايد التحديات العالمية، تبرز أهمية هذا النوع من الشراكات في صياغة حلول مستدامة لقضايا الهجرة، والتنمية، والأمن الغذائي، مما يعكس رؤية المغرب كفاعل مسؤول في الساحة الدولية.
فاطمة الزهراء الجلاد.