رياضة

الحسابات الفارغة والتراشق يدفع الرياضة الوطنية إلى الهاوية

✍? أمين شطيبة

غير مقبول كيفما كان الحال الإستمرار في هدر الزمن الرياضي لبلادنا، فمصلحة الرياضة و الرياضيين فوق أي اعتبار، وبأن الرياضيون يلومون إهمال و تهميش والإقصاء الجامعات و عدم مبالاة الجمهور، و المسؤولين أغلبهم يهتم بكرة القدم فقط كأنها الرياضة الوحيدة في المغرب و لا تلعب دورها في البحث و اللوم و النقد البناء و المناداة بالتغيير و المحاسبة، الشيء الذي ساهم في تردي الأوضاع في الجامعات الرياضية الأخرى، والغريب هو كيف يعقل خلق الجامعة الالكترونية الرياضية في هذه الظرفية، الأحق هو الإعتناء بالجامعات الرياضية، فاليوم نتوفر على أربعة وخمسين جامعة رياضية ويسعى البعض لإخراج نوع رياضي جديد لانعرف معناه في الميدان الرياضي .. تساؤلات كثيرة هل من المهم إخراج جامعة جديدة والإهمال يطال الجامعات الأخرى ؟!

على المسؤولين خصوصا في وزارة الشباب والرياضة أن يستحضروا المصلحة العليا للبلاد، وأن يتفاعلوا إيجابا مع جاءت به الخطب الملكية الأخيرة الرابطة للمسؤولية بالمحاسبة، وأن يتركوا “التطاحنات والحسابات الضيقة ” مثلما فعلوا مع الأستاذة نادية بنعلي الكاتبة العامة لوزارة الشباب والرياضة، حيث قاموا بتسريب الأخبار ومايقع داخل الوزارة لكي يتم إعفائها وسنعودي لهذا الموضوع في الوقت المناسب (…)، وعلى مسؤولي وزارة الشباب والرياضة أن يتركوا “الكرسي” لكفاءات مؤهلة و وجوه جديدة لها غيرة على الرياضة الوطنية، ما دام غير قادرين على أخد القرارات الجريئة وغير قادرين على تحقيق الإنصاف الرياضي.

لا وقت الآن للصمت إذا كانت تهمنا مصلحة البلاد والرياضة الوطنية، فيجب أن يتوقف المسؤولين في وزارة الفردوس عن التطاحنات فيما بينهم وأن يعملوا بإخلاص دون إستعمال الضرب تحث الحزام وما جاوره، فالضحية هو الرياضي حتى سار يشعر أنه في وطنه ظلم، فأوقفوا العبث هذا العبث المسترسل رجاءً.

وإذا توقفنا للتأمل سنجد أن الرياضة الوطنية بكل أصنافها تسير نحو الهاوية، بعد أن بلغ “التطاحن” أقصى درجاته، حيث ظهرت الكثير من الصراعات وحروب الزعامة، وتصفية الحسابات، في الفترة الأخيرة ما يهدد بنسف تحضيرات الأبطال لمختلف المواعيد الكبرى، وخير مثال الأخبار المسربة من داخل وزارة الفردوس، مرورا بعدم القدرة لبعض المسؤولين على إتخاد القرارات الصارمة من أجل مصلحة الرياضة الوطنية، وخير مثال ماوقع في جامعة التايكواندو حيث شاهد الرأي العام الوطني والدولي هذه النكسة لكن لم يتحرك أي مسؤول داخل الوزارة للحدث من العبث الحاصل، ثم ليس أخرها إنتفاضت أبطال رياضة الكيك بوكسينغ، كل هذه الأشياء تنذر بسقطات أخرى للرياضة المغربية .

في بداية سنة 2021 لابد من طرح سؤال مهم هل المغرب بلد رياضي ؟

كيف يعقل في بلاد نوال المتوكل ، هشام الكروج وعزيز بودربالة ومصطفى لخصم وسعيد عويطة لم يسبق لها قط أن وضعت استراتيجية عمل و أهداف للرياضة المغربية، اعتماد كلي على المواهب و اجتهادات غيورين على الرياضة المغربية و التكوين الذي تستفيد منه الجالية المغربية في الدول الأجنبية.

يجب على القائمين على رياضة المغربية أن يعترفوا بإخفاقهم، ومسؤولية الإخفاق للرياضة الوطنية مشتركة بين وزارة الشباب والرياضة والحكومة والجامعات الوطنية التي تعيش على إيقاع الصراع والتطاحنات، وأكيد أننا لن نحقق أي نجاح ولن نعود مجددا بالرياضة الوطنية إلى سابق عهدها عندما كان المغرب ينهي الألعاب الأولمبية باحتلال مراكز متقدمة على مستوى “سبورة الميداليات”، أما اليوم، فالرياضة المغربية تصنف في المركز 80 عالميا بعيدا عن دول إفريقية ناشئة ومتراجعة عن دول عربية كنا نتقدم عليها في السابق.

هل استوعب مسؤولي وزارة الشباب والرياضة أن أغلب مسؤولي الجامعات وجدوا أنفسهم في المسؤولية بالصدفة؟

وهل فهموا أن ما يزيد من تعقيد الأمور هو مشكل الولاءات الذي ينخر الجامعات ؟

ليس هذا العبث سوى قليل من كثير، دون الدخول في تفاصيل أخرى …

يجب أن يعلم المسؤولون عن الرياضة أن الإخفاق المبكر يهدد الرياضة الوطنية أكثر مما هي فيه، وأن المغرب ينتظره الكثير من المواعيد الكبرى كأولمبياد طوكيو، والكثير من التظاهرات الرياضية والبطولات القارية والعالمية، الأن الوضع الحالي الذي تعيشه منظومة الرياضة الوطنية ينبئ بسقوط مبكر، لأن التحضير للمواعيد الرياضية الكبرى وسط أزمات وصراعات لن يحقق الأهداف والطموحات التي يتبجح بها المسؤولين في كل مرة وفي كل خطاب وفي كل خرجة من خرجاتهم.

والكل يعلم مشكل مسلسل تأهيل الجامعات الرياضية “بلوكاجا” بمديرية الرياضة بالوزارة، بسبب انشغالات مديرها محمد حميمز، وغياب برنامج وطني… مدير الرياضة، لم يقم بإعداد برنامج وطني خاص بالجامعات الرياضية، بإمكانه أن يساعدها على تجاوز «البلوكاج» الذي يعانيه أغلبها.

أما الأن فيجب أخد القرارات الصارمة والعمل بخطاب الملك محمد السادس نصره الله، وتجديد النخب في كل الجامعات والعصب الرياضية، ولا لإزدواجية المهام، والاتجاه نحو التصالح مع الرأي العام الرياضي من أجل احتواء الأزمات الطاحنة الدائرة رحاها بين مختلف الفاعلين داخل وزارة الشباب والرياضة خصوصا، وضمن حقل الرياضة الوطنية عموما، مما يؤدي إلى إنقاذ مستقبل الرياضيين والشباب.

ومن الأسئلة الجريئة التي يجب أن نطرحها لماذا لا يتخلى رؤساء الجامعات عن مناصبهم و من ينصبهم ؟ فهل عبد السلام أحيزون الرئيس المدير العام لاتصالات المغرب يهتم بألعاب القوى أو الوزير الفردوس يهتم بقطاع الرياضة كما يجب؟ وهل إدريس الهيلالي سجل وحفظ جامعة التايكواندو في إسمه؟ و من الذي نصب رؤساء الجامعات و من الذي يمنعهم من مغادرة مناصبهم ؟

ويبقى الحل لإنقاذ الرياضة الوطنية هو إبعاد أصحاب المصالح لأن الرياضة أخلاق، وما جدوى أن يكون المسير بلا أخلاق .. تتدلى على صدره أوسمه عارية من كل معاني الأخلاق الفاضلة .

وفي الأخير “لا يمكن تحدّي السيرورة المنطقية للأمور في الحياة، هي الحتمية التي ستعطيك إخفاقاً آخر كما جرت العادة عند توفر نفس العوامل و المسببات، ولهذا سميت أصلاً بمسببات، فكان إذاً غباءً تكرار ذات الشيء مرتين بنفس الأسلوب و ترقب نتيجة مختلفة.”

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close