في خطوة تعكس متانة العلاقات التاريخية بين المملكة المتحدة والمملكة المغربية، جددت الحكومة البريطانية، أمس الأربعاء، التزامها الراسخ بتعميق الشراكة الاقتصادية والتجارية مع المغرب، واصفة إياه بـ”الشريك الموثوق”. جاء ذلك على لسان بن كولمان، المبعوث التجاري لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى المغرب وغرب إفريقيا، خلال مشاركته في فعاليات النسخة الثامنة من ندوة “أيام أسواق الرساميل المغربية”، المنعقدة في الحي المالي بلندن.
وأكد كولمان في كلمته أمام حشد من الدبلوماسيين ومسؤولي المال والأعمال، أن “الحكومة البريطانية ملتزمة تماماً بتعزيز العلاقات مع المغرب، والعمل على استثمار فرص التعاون الواعدة بين البلدين”. وأشاد بانعقاد هذه التظاهرة الاقتصادية التي تهدف إلى تعميق الروابط بين الأسواق المالية المغربية والبريطانية، مشيراً إلى أن المغرب يشكل “بوابة استراتيجية لإفريقيا”.
وأوضح المبعوث البريطاني أن العلاقات بين المملكتين تعود إلى أكثر من 800 سنة، مشيراً إلى توقيع أول اتفاقية تجارية بين البلدين عام 1721. وقال: “نحن اليوم أمام فرصة للبناء على هذا الإرث العريق، من أجل مستقبل مشترك قائم على الثقة والمصالح المتبادلة”.
وشدد كولمان على تكامل الاقتصادين المغربي والبريطاني، مؤكداً أن ندوة “أيام أسواق الرساميل المغربية” تُعد منصة مثالية لبحث آفاق التعاون المالي والاستثماري. وأعرب عن ثقته في قدرة البلدين على اغتنام الفرص المشتركة لتحقيق المزيد من النمو والازدهار.
وسلط كولمان الضوء على التقدم الكبير الذي أحرزه المغرب في مجال تطوير البنيات التحتية، مستشهداً بمشروع تمديد الخط السككي فائق السرعة كأحد المشاريع الاستراتيجية التي تستعد المملكة من خلالها لاستضافة كأس العالم 2030، بشكل مشترك مع إسبانيا والبرتغال. وأعرب عن استعداد بريطانيا للمشاركة في الدينامية التنموية التي يعرفها المغرب، مشيداً برؤية المملكة وطموحها المستقبلي.
كما أكد على أهمية دور القطاع الخاص في بناء شراكة مغربية-بريطانية تواكب طموحات البلدين، قائلاً: “مجتمع الأعمال له دور محوري في تجسيد شراكة قوية ومتجددة بين المملكتين”.
وتستمر فعاليات الندوة حتى يوم الجمعة المقبل، بمشاركة واسعة لأكثر من 34 شركة مغربية مدرجة في البورصة، إضافة إلى مستثمرين دوليين وفاعلين ماليين من الحي المالي بلندن. وتتميز نسخة هذا العام ببرنامج غني يشمل لقاءات ثنائية بين الشركات المغربية والمستثمرين، بما يعزز فرص التبادل وإبرام شراكات واعدة.
وتندرج الندوة ضمن إطار أسبوع “Morocco Business Weeks” الذي يُنظم في لندن من 28 أبريل إلى 9 ماي، بهدف تسليط الضوء على الإمكانات الاقتصادية للمغرب وتعزيز جاذبيته لدى المستثمرين الدوليين.
وتؤكد بورصة الدار البيضاء، من خلال هذا الحدث، عزمها على ربط سوق الرساميل المغربي بالأسواق المالية العالمية، وفتح آفاق أوسع أمام الاستثمارات الأجنبية في الاقتصاد المغربي.
فاطمة الزهراء الجلاد.
