
شهدت العاصمة الرباط يوم 19 يوليوز 2025 محطة بارزة في مسار الدبلوماسية الموازية بالمغرب، بتنظيم الدورة 23 للجمعية العمومية للمركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، والتي كرست جهودها لمناقشة حصيلة سنة كاملة من العمل الفكري، الأكاديمي، والدبلوماسي الموازي، ورسم معالم المرحلة المقبلة.
وفي لحظة وُصفت بالمفصلية، صادقت الجمعية العمومية على تشكيل لجنة تحضيرية مؤقتة لتنظيم المناظرة الوطنية للدبلوماسية الموازية، خطوة تأتي استجابة لمخرجات الدورة السابقة في أكتوبر 2024، ولخطاب جلالة الملك بمناسبة افتتاح الدورة البرلمانية، الذي دعا فيه مختلف الفاعلين السياسيين والمدنيين إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية، خاصة في ما يتعلق بخدمة القضية الوطنية الأولى، قضية الصحراء المغربية.
وقد أفرزت أشغال الجمعية قرارات استراتيجية في اتجاه مأسسة العمل الدبلوماسي الموازي، على رأسها المبادرة بتنظيم مناظرة وطنية تضع خارطة طريق جديدة لهذا العمل الموازي، ليضطلع بدوره كمكمّل فعّال للدبلوماسية الرسمية التي يقودها جلالة الملك، خاصة في ظل التغيرات الدولية المتسارعة والانتصارات السياسية والدبلوماسية المتواصلة التي يحققها المغرب.
كما تم التأكيد على أهمية التمكين الفكري والمهاري للشباب والإعلاميين والباحثين في هذا المجال، من خلال اقتراح برامج تأطيرية تُرسخ قيم المواطنة والتطوع، وتمنح الأجيال الصاعدة الأدوات اللازمة لفهم التحديات الإقليمية والدولية التي تواجه المملكة، والمساهمة الفعالة في الدفاع عن قضاياها الحيوية، وفي مقدمتها ملف الصحراء.
وتميزت أشغال الدورة باستعراض مكثف لحصيلة المركز خلال الموسم المنصرم، والتي اتسمت بالحيوية والامتداد، سواء عبر الإصدارات الأكاديمية في قضايا حساسة مثل عضوية “البوليساريو” بالاتحاد الإفريقي، أو مآلات النزاع في ضوء مبادرة الحكم الذاتي، أو من خلال المشاركات الوازنة في ندوات وطنية ودولية.
في هذا السياق، عزز المركز شراكاته مع جامعات مغربية كبرى، من قبيل جامعة محمد الخامس بالرباط، والقاضي عياض بمراكش، وابن زهر بالعيون، كما وسّع من حضوره على الصعيد الإفريقي والدولي، بتوقيع مذكرة تفاهم بجنوب إفريقيا مع مؤسسة DEVAC، وبالمساهمة في تأسيس شبكة بحثية مغربية-موريتانية. وعلى مستوى القارة الأوروبية، سجل المركز حضورًا أكاديميًا متميزًا في إسبانيا، من خلال لقاءات حول الهجرة، والتعريف بمبادرة الحكم الذاتي المغربية.
وفي ختام الدورة، تم الإعلان عن تشكيلة اللجنة التحضيرية المؤقتة للمناظرة الوطنية، التي ضمت أسماء أكاديمية بارزة؛عبد الفتاح البلعمشي ،محمد الغيث ماء العينين كذلك محمد الزهراوي و زينب بنحمو إضافة لفدوى المرابط و أخيرا عماد المنياري.
وبهذا المسار، يؤكد المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات التزامه بمواصلة العمل من داخل المجتمع المدني والعالم الأكاديمي، للمساهمة في دعم السياسة الخارجية للمملكة، والدفاع عن وحدتها الترابية، وتعزيز إشعاعها الحضاري والدبلوماسي عبر العالم.
You must be logged in to post a comment.