سياسة

حين تنطق نيروبي… دعم كينيا لمبادرة المغرب يربك خصوم الوحدة الترابية

في تحول لافت في سياستها الخارجية، أعلنت كينيا دعمها الرسمي لمخطط الحكم الذاتي الذي تقترحه المملكة المغربية كحل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وقد حظي هذا الموقف باهتمام واسع من قبل وسائل الإعلام الكينية، التي اعتبرته تطوراً نوعياً في العلاقات الثنائية بين الرباط ونيروبي، ورسالة سياسية واضحة تعكس انسجام كينيا مع الدينامية الدولية المتزايدة المؤيدة لوحدة المغرب الترابية.
صحيفة “Citizen” الكينية وصفت القرار بأنه “اصطفاف واضح مع الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء هذا النزاع الإقليمي المفتعل”، مشيرة إلى أن دعم نيروبي يعكس التزامها بمقاربة واقعية ومستدامة لحل هذا الملف الشائك. وأضافت الصحيفة أن افتتاح سفارة كينيا في العاصمة المغربية الرباط، يوم الإثنين، يمثل تتويجاً لمسار دبلوماسي متصاعد، ويعكس رغبة البلدين في تعزيز أواصر التعاون الثنائي، خاصة مع الاحتفال بمرور ستين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما.
من جهتها، سلطت صحيفة “Nation” الضوء على البيان المشترك الصادر عقب لقاء جمع بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيره الكيني موساليا مودافادي، وزير الشؤون الخارجية وشؤون المغتربين ورئيس الوزراء. وأكدت الصحيفة أن كينيا عبرت في هذا البيان عن دعمها الصريح لمقترح الحكم الذاتي المغربي، واعتبرته “الحل الواقعي الوحيد” لتسوية النزاع، ما يشكل قطيعة واضحة مع المواقف السابقة.
أما القناة الوطنية الكينية “KBC”، فقد ربطت بين هذا الموقف الكيني وبين الزخم الدولي المتزايد الذي تعرفه مبادرة الحكم الذاتي، مشيرة إلى أن الخطوة تأتي في سياق دعم مستمر ومتنامٍ للمبادرة المغربية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما أبرزت القناة التزام كينيا بالعمل المشترك مع الدول التي تتقاسم نفس الرؤية من أجل تفعيل هذه المبادرة على أرض الواقع.
وفي السياق ذاته، أشار موقع “Kenyans” إلى دعم نيروبي للمبادرة الملكية الرامية إلى تمكين دول الساحل الإفريقي من الوصول الاستراتيجي إلى الأسواق العالمية عبر الموانئ الأطلسية المغربية. واعتبر الموقع أن هذا التوجه يتماشى مع سياسة كينيا الهادفة إلى تعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي، وتوسيع فرص الشراكة جنوب–جنوب.
يشار إلى أن هذا التقارب المغربي–الكيني يأتي في ظل تحولات دبلوماسية لافتة على مستوى القارة الإفريقية، حيث باتت العديد من الدول تتجه نحو تبني مقاربات واقعية وعملية لحل النزاعات، بما يخدم استقرار وأمن وازدهار القارة.
فاطمة الزهراء الجلاد.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close